للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} منصوب بأفرغ عند البصريين لا ب‍ {آتُونِي} لأن {أُفْرِغْ} أقرب من {آتُونِي} فكان إعماله أولى؛ لأن القرب له أثر في قوة العمل. وذهب الكوفيون إلى أن العامل فيه {آتُونِي}. {فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} بمعنى استطاعوا.

{قالَ: هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} إنما قال: هذا، ولم يقل: هذه؛ لأن تأنيث الرحمة غير حقيقي، والتأنيث غير الحقيقي يجوز فيه التذكير، ولأن الرحمة بمعنى الغفران، فذكّره حملا على المعنى، والتذكير بالحمل على المعنى كثير في كلام العرب.

البلاغة:

{مَطْلِعَ} و {مَغْرِبَ} بينهما طباق.

{حَتّى إِذا جَعَلَهُ ناراً} تشبيه بليغ، أي كالنار في الحرارة وشدة الاحمرار، حذفت أداة الشبه ووجه التشبيه.

{يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} استعارة تبعية في الفعل {يَمُوجُ} شبههم لكثرتهم وتداخل بعضهم في بعض، بموج البحر المتلاطم.

{أَمّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ} {وَأَمّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى} بينهما مقابلة.

المفردات اللغوية:

{وَيَسْئَلُونَكَ} أي اليهود أو مشركو مكة. {عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} قيل في رأي ضعيف: هو الإسكندر بن فيلبوس اليوناني، وقيل: الرومي، ملك فارس والروم، وقيل: ملك المشرق والمغرب، لكن الإسكندر كافر، والأصح أنه رجل صالح حكم الدنيا غير الإسكندر، وهو على التحقيق الملك الفارسي الصالح «قورش» ولذلك سمي ذا القرنين، أو لأنه طاف قرني الدنيا شرقها وغربها، وقيل: كان له قرنان، أي ضفيرتان، وقيل: كان لتاجه قرنان، ويحتمل أنه لقب بذلك لشجاعته، ومع الاتفاق على إيمانه وصلاحه، لم يكن على الأصح نبيا. {سَأَتْلُوا} سأقص. {عَلَيْكُمْ مِنْهُ} من حاله. {ذِكْراً} خبرا مذكورا، وهو القرآن. قيل: ملك الدنيا. مؤمنان: سليمان وذو القرنين، وكافران: نمروذ وبختنصر.

{إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الْأَرْضِ} سهلنا له السير فيها وجعلناه قادرا على التصرف فيها كيف شاء.

{مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} يحتاج إليه. {سَبَباً} طريقا يوصله إلى مراده من علم أو قدرة أو إرادة.

{فَأَتْبَعَ سَبَباً} طريقا نحو الغرب، أي فأراد بلوغ المغرب، فاتبع سببا يوصله إليه. {مَغْرِبَ الشَّمْسِ} موضع غروبها. {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أي ذات حمأة، وهي الطين الأسود، وغروبها في

<<  <  ج: ص:  >  >>