{وَرَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً} أي أبصرت الناس من العرب وغيرهم يدخلون في دين الله الذي بعثك به، جماعات فوجا بعد فوج، بعد أن كانوا في بادئ الأمر يدخلون واحدا واحدا، واثنين اثنين، فصارت القبيلة تدخل بأسرها في الإسلام.
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ، إِنَّهُ كانَ تَوّاباً} أي إذا فتحت مكة وانتشر الإسلام، فاشكر الله على نعمه، بالصلاة له، وبتنزيهه عن كل ما لا يليق به، وعن أن يخلف وعده الذي وعدك به بالنصر، واقرن الحمد بالتسبيح، أي اجمع بينهما، فإن ذلك النصر والفتح يقتضي الحمد لله على عظيم منّته وفضله، وما منحك من الخير.
واطلب أيضا من الله المغفرة لك تواضعا لله، واستقصارا لعملك، وتعليما لأمتك، وكذا اسأله المغفرة لمن تبعك من المؤمنين ما كان منهم من القلق والخوف لتأخر النصر، فإن الله سبحانه من شأنه التوبة على المستغفرين له، يتوب عليهم ويرحمهم بقبول توبتهم، وهو كثير القبول لتوبة عباده، حتى لا ييأسوا ويرجعوا بعد الخطأ.
روى الأئمة-واللفظ للبخاري-عن عائشة رضي الله عنها قالت:«ما صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاة بعد أن نزلت عليه سورة {إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول: سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي». وعنها قالت:«كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك الله ربّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي. يتأول القرآن».
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت السورة على ما يأتي:
١ - كل نعمة من الله تعالى تستوجب الشكر والحمد والثناء على الله بما هو