وأجمع السلف على هذا، وشرع السلام على الموتى، مما يدل على شعورهم وعلمهم بالمسلّم،
وعلّم النبي صلّى الله عليه وسلّم أمته إذا رأوا القبور أن يقولوا فيما رواه مسلم عن بريدة:«السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم حقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية». وكل ذلك دال على أن السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل، ويرد، وإن لم يسمع المسلّم الرد (١).
{الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} صيغة مبالغة على وزن فعيل، معناه التام العلم والقدرة.
المفردات اللغوية:
{اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} خلقكم من أصل ضعيف وهو النطفة، أو ابتدأكم ضعفاء، وجعل الضعف أساس أمركم، كقوله:{خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً}[النساء ٢٨/ ٤] والضعف: ما قابل القوة {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} أي بعد ضعف الطفولة قوة الشباب بعد بلوغ الحلم {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً} أي جعل بعد قوة الرجولة ضعف الكبر وشيب الهرم. والشيب:
بياض الشعر. والضعف: بفتح الضاد وضمه. {يَخْلُقُ ما يَشاءُ} من الضعف والقوة والشباب والشيبة {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} أي إن تلك الأطوار والأحوال التي يمر بها الإنسان بمشيئة الله دليل العلم والقدرة، فهو العليم بتدبير خلقه، القدير على ما يشاء.