{فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ}{مُلاقِيكُمْ} خبر {إِنْ} المرفوع، ودخول الفاء: إما لأنها زائدة، أو أنها غير زائدة، لتضمن {الَّذِي} معنى الشرط بسبب وقوعها وصفا، فدخلت في خبر الفاء كما تدخل في الشرط.
البلاغة:
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ، ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً} تشبيه تمثيلي، لأن وجه الشبه منتزع من متعدد، أي مثلهم في عدم الانتفاع بالتوراة، كمثل الحمار الذي يحمل الكتب.
وليس له إلا التعب.
{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ}{وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً} بينهما طباق السلب.
{عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ} بينهما طباق.
المفردات اللغوية:
{حُمِّلُوا التَّوْراةَ} كلفوا العمل بها، من الحمالة: وهي الكفالة. {لَمْ يَحْمِلُوها} أي لم يعملوا بها ولم ينتفعوا بما فيها، فلم يؤمنوا بما جاء فيها من نعته صلى الله عليه وسلم. {أَسْفاراً} كتبا علمية عظيمة، سميت أسفارا، لأنها تسفر عن معناها إذا قرئت. {بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ} الذين كذبوا بآيات الله الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. {الْقَوْمَ الظّالِمِينَ} الكافرين.
{هادُوا} تهودوا. {أَوْلِياءُ لِلّهِ} أي أحبّاء له، إذا كانوا يقولون: نحن أبناء الله وأحباؤه. {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} تمنوا من الله أن يميتكم. {إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} تعلق هذا الشرط والشرط الأول وهو {إِنْ زَعَمْتُمْ} بقوله: {فَتَمَنَّوُا} على أن الشرط الأول قيد في الثاني، أي إن صدقتم في زعمكم أنكم أولياء الله، والولي يؤثر الآخرة، ومبدؤها الموت، فتمنوه.
{بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} بسبب ما اقترفوا من الكفر والمعاصي، ومن ذلك كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.
{وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ} الكافرين. {فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} لا حق بكم لا تفوتونه. {عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ} السر والعلانية. {فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي يجازيكم عليه.
المناسبة:
بعد أن أثبت الله تعالى التوحيد والنوبة، وأخبر أنه بعث الرسول العربي الأمي إلى الأميين العرب، فقال اليهود: إنه صلى الله عليه وسلم بعث إلى العرب خاصة، ولم يبعث لنا بمفهوم الآية، رد الله عليهم بأنهم لم يعملوا بالتوراة، وأنهم لو عملوا