للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَيَقُولُونَ: مَتى هذَا الْوَعْدُ؟} بالعذاب، يراد استبعاد له واستهزاء به، وقولهم خطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم والمؤمنين. {إِلاّ ما شاءَ اللهُ} أن أملكه أو يقدرني عليه، فكيف أملك لكم حلول العذاب. {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ} مدة معلومة لهلاكهم. {فَلا يَسْتَأْخِرُونَ} يتأخرون عنه. {وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} يتقدمون عليه.

{قُلْ: أَرَأَيْتُمْ} أخبروني. {إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ} عذاب الله الذي تستعجلون به. {بَياتاً} ليلا. {ماذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ}: أي شيء من العذاب يستعجلونه، وكله شديد مؤلم لا يلائم الاستعجال. {الْمُجْرِمُونَ} المشركون. وجواب الشرط‍: هي جملة الاستفهام، كقولك: إذا أتيتك ماذا تعطيني؟ والمراد به التهويل، أي ما أعظم ما استعجلوه. {آلْآنَ} تؤمنون؟ على إرادة القول، أي يقال لهم إن آمنوا بعد وقوع العذاب: آلآن آمنتم به؟ {وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} استهزاء وتكذيبا.

{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} عطف على (قيل أو: يقال) المقدر قبل: {آلْآنَ.} ..

{عَذابَ الْخُلْدِ} أي الذي تخلدون فيه، أي المؤلم على الدوام. {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} أي ما تجزون إلا جزاء على ما كسبتموه من الكفر والمعاصي.

{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} يستخبرونك. {أَحَقٌّ هُوَ؟} أي أحق ما تقول من الوعد الذي وعدتنا به من العذاب والبعث. {قُلْ: إِي} نعم. {بِمُعْجِزِينَ} بفائتين العذاب.

{ظَلَمَتْ} بالشرك أو الكفر أو التعدي على الغير. {ما فِي الْأَرْضِ} ما فيها جميعا من خزائن وأموال. {لافْتَدَتْ بِهِ} لجعلته فدية لها من العذاب يوم القيامة. {النَّدامَةَ} على ترك الإيمان. {لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ} لأنهم بهتوا بما عاينوا من الهول فلم يقدروا على النطق. {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بين الخلائق. {بِالْقِسْطِ‍} بالعدل. {وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} شيئا. وليس هذا تكرارا مع ما سبق من القضاء بالقسط‍؛ لأن الله يقضي بين الأنبياء ومكذبيهم، والثاني فيه مجازاة المشركين على الشرك، أو الحكم بين الظالمين والمظلومين.

{أَلا إِنَّ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} تقرير لقدرته تعالى على الإثابة والعقاب. {أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ} أي إن وعده بالبعث والجزاء من ثواب وعقاب كائن ثابت لا خلف فيه. {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} أكثر الناس لا يعلمون ذلك، لقصور عقولهم إلا ظاهرا من الحياة الدنيا.

المناسبة:

بعد أن أبان الله تعالى خسارة المشركين المكذبين بالبعث الذين لم يهتدوا إلى وجوه الخير والصلاح، وأنهم سيعذبون، أوضح أن بعض هذا العذاب سيكون في

<<  <  ج: ص:  >  >>