ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} في الدارين، إذ لا علم لي بالغيب، و {لا} لتأكيد النفي، و {ما} إما موصولة منصوبة، أو استفهامية مرفوعة {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ} أي ما أتبع إلا القرآن الموحى به، ولا أبتدع شيئا من عندي، وهو جواب عن اقتراحهم الإخبار عما لم يوح إليه من الغيوب {وَما أَنَا إِلاّ نَذِيرٌ مُبِينٌ} منذر بيّن الإنذار بالشواهد والمعجزات عن عقاب الله.
{أَرَأَيْتُمْ} أخبروني عن حالكم {إِنْ كانَ} القرآن {وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ} هو عبد الله بن سلام، وشهادته بما في التوراة من نعت الرسول {عَلى مِثْلِهِ} مثل القرآن، أي شهد على مثل ما في القرآن من التوراة من المعاني المصدّقة للقرآن المطابقة لها، أو شهد على مثل ذلك وهو كون القرآن من عند الله {فَآمَنَ} الشاهد {وَاسْتَكْبَرْتُمْ} تكبرتم عن الإيمان {إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ} هذا دليل على جواب الشرط المحذوف، تقديره: ألستم ظالمين؟.
سبب النزول:
نزول الآية (١٠):
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ.}.:
أخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عوف بن مالك الأشجعي قال: انطلق النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنا معه، دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا معشر اليهود، أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، يحطّ الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه، فسكتوا، فما أجابه منهم أحد، ثم انصرف، فإذا رجل من خلفه، فقال: كما أنت يا محمد، فأقبل، فقال: أي رجل تعلموني يا معشر اليهود؟ قالوا: والله ما نعلم فينا رجلا كان أعلم بكتاب الله، ولا أفقه منك، ولا من أبيك قبلك، ولا من جدك قبل أبيك، قال: فإني أشهد أنه النبي الذي تجدون في التوراة، قالوا: كذبت، ثم ردوا عليه، وقالوا فيه شرا، فأنزل الله:{قُلْ:}