الثالث-أنه مبتدأ أول، و {أَعْمالُهُمْ}: مبتدأ ثان، و {كَرَمادٍ}: خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر عن المبتدأ الأول.
الرابع-أنه مبتدأ، و {أَعْمالُهُمْ}: بدل منه، و {كَرَمادٍ}: خبره.
{فِي يَوْمٍ عاصِفٍ}{عاصِفٍ} في تقديره وجهان: إما في يوم ذي عصوف، كقولهم:
رجل نابل ورامح أي ذو نبل ورمح، وإما في يوم عاصف ريحه، كقولك: مررت برجل حسن وجهه، ثم يحذف الوجه إذا علم المعنى.
البلاغة:
{وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ} استعارة لما يغشاه من كروب وشدة، فقد يوصف المغموم بأنه في حالة موت.
{لَنُخْرِجَنَّكُمْ} .. {أَوْ لَتَعُودُنَّ} بينهما طباق.
{وَعِيدِ} و {عَنِيدٍ} و {صَدِيدٍ} و {الْبَعِيدُ} فيها سجع {أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} تشبيه تمثيلي، وجه الشبه فيه: منتزع من متعدد.
المفردات اللغوية:
{لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ} حلفوا على أن يكون أحد الأمرين: إما إخراجهم للرسل أو عودتهم إلى ملتهم {أَوْ لَتَعُودُنَّ} لتصيرن، وتستعمل عاد بمعنى صار، ويجوز أن يكون الخطاب لكل رسول ولمن آمن معه، فغلبوا الجماعة على الواحد. {فِي مِلَّتِنا} الملة: الشريعة والدين {فَأَوْحى إِلَيْهِمْ} أي أوحى إلى الرسل {لَنُهْلِكَنَّ الظّالِمِينَ} الكافرين، على إضمار القول، أو على إجراء الإيحاء مجراه؛ لأنه نوع منه.
{الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ} أي أرضهم وديارهم من بعد هلاكهم، كقوله تعالى:{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا}[الأعراف ١٣٧/ ٧]. {ذلِكَ} إشارة إلى الموحى به وهو إهلاك الظالمين وإسكان المؤمنين {لِمَنْ خافَ مَقامِي} موقفي وقيامي للحساب أو مقامه بين يدي {وَخافَ وَعِيدِ} أي وعيدي بالعذاب أو عذابي الموعود للكفار {وَاسْتَفْتَحُوا} أي طلبوا الفتح بالنصرة على الأعداء أي استنصر الرسل بالله على قومهم، وقيل: واستفتح الكفار على الرسل ظنا منهم بأنهم على الحق. {وَخابَ} خسر وهلك {كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ} كل متعاظم متكبر عن طاعة الله، معاند للحق المخالف له، مجانب له.
{مِنْ وَرائِهِ} أي أمامه، ومن بين يديه، وبعد ذلك ينتظره {جَهَنَّمُ} يدخلها