{ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ}{فَلَمّا}: إما اسم موصول بمعنى الذي، وإما استفهامية، فإذا كانت اسما موصولا كانت مع الصّلة في موضع رفع بالابتداء، و {السِّحْرُ}: خبره. وإذا كانت استفهاما كانت أيضا مبتدأ، و {جِئْتُمْ بِهِ} الخبر، و {السِّحْرُ} خبر مبتدأ مقدر، تقديره: هو السحر.
ويجوز أن تكون {فَلَمّا} في موضع نصب على تقدير فعل بعد {فَلَمّا} وتقديره: أي شيء أتيتم أو جئتم به، و {السِّحْرُ} خبر مبتدأ مقدر أي هو السحر.
ولا يجوز أن تكون {فَلَمّا} في موضع نصب إذا كانت بمعنى الذي؛ لأن ما بعدها صلتها، والصّلة لا تعمل في الاسم الموصول، ولا تكون تفسيرا للعامل الذي تعمل فيه.
البلاغة:
{وَيُحِقُّ الْحَقَّ} بينهما جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية:
{ساحِرٍ عَلِيمٍ} حاذق في السحر، فائق فيه. {فَلَمّا أَلْقَوْا} حبالهم وعصيهم. {ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ} أي الذي جئتم به هو السّحر، لا ما سمّاه فرعون وقومه سحرا وهو المعجزات. {إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ} سيمحقه أو سيظهر بطلانه. {إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} لا يثبته ولا يقويه.
وفيه دليل على أن السّحر إفساد وتمويه لا حقيقة له. {وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ} أي يثبته ويظهره.
{بِكَلِماتِهِ} بأوامره وقضاياه. {وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} ذلك.