{آيَةَ} أصلها: «أيية» فقلبت العين التي هي الياء الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
{فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} جملة اسمية في موضع نصب على الحال من التابوت، وكذلك {تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ} جملة فعلية في موضع نصب على الحال من التابوت أيضا. {غُرْفَةً} قرئ بفتح الغين وضمها مثل حسوة وحسوة. {كَمْ مِنْ فِئَةٍ.}. كم: للعدد وهي هنا خبرية، ويراد بها الكثرة، وهي مبنية كنقيضتها «ربّ»، وهي مبتدأ، وغلبت: خبره. {دَفْعُ اللهِ النّاسَ} قرئ أيضا:
دفاع الله، وهما مصدران لدفع، وكل من المصدرين مضاف إلى الفاعل. والناس: مفعول المصدر المضاف، وبعضهم: بدل من الناس.
{تِلْكَ آياتُ اللهِ} مبتدأ وخبر، و {نَتْلُوها} جملة فعلية حال من {آياتُ}.
البلاغة:
{أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً}: فيه استعارة تمثيلية، فقد شبه حالهم والله تعالى يفيض عليهم بالصبر، بحال الماء الذي يصب على الجسم كله.
المفردات اللغوية:
{آيَةَ} علامة {التّابُوتُ} الصندوق المحفوظ فيه التوراة، ويروى أنه مصنوع من خشب مموه (مطلي) بالذهب، أخذه العمالقة ثم ردوه إلى بني إسرائيل الذين كانوا يستفتحون به على عدوهم، ويقدمونه في القتال، ويسكنون إليه، كما قال تعالى:{فِيهِ سَكِينَةٌ} فيه طمأنينة لقلوبكم. ثم أخذه الفلسطينيون من بني إسرائيل حينما انتصروا عليهم، ولما طلب الإسرائيليون من نبيهم صمويل الذي كان قاضيا أن يبعث لهم ملكا، ففعل، وجعل رجوع التابوت إليهم آية لملك طالوت.
{وَبَقِيَّةٌ} أي قطع الألواح، وعصا موسى ونعلاه، وعمامة هارون، وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم. {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ} على ملكه {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فحملته الملائكة بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه، حتى وضعته عند طالوت، فأقروا بملكه، وسارعوا إلى الجهاد، فاختار من شبابهم سبعين ألفا.
{فَلَمّا فَصَلَ} خرج عن بلده بيت المقدس مصاحبا الجنود، لقتال العمالقة، وكان الحر شديدا، وطلبوا منه الماء {قالَ: إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ} مختبركم، والابتلاء: الاختبار والامتحان {بِنَهَرٍ} كان بين فلسطين والأردن، وكان الاختبار بشرب شيء من مائه ليظهر المطيع من العاصي. {فَلَيْسَ مِنِّي} أي من أتباعي وأنصاري {وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ} يذقه {غُرْفَةً} المقدار