للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عباس، وفي رأي ابن عمر والشافعي: بمعنى اللمس وهو الجس باليد، وألحق به الجس بباقي البشرة.

{فَلَمْ تَجِدُوا ماءً} تتطهرون به للصلاة بعد الطلب والتفتيش في غير حال المرض.

{فَتَيَمَّمُوا} اقصدوا. {صَعِيداً طَيِّباً} ترابا طاهرا فاضربوا به ضربتين. والصعيد: وجه الأرض. {عَفُوًّا} ذا عفو وهو محو السيئة وجعلها كأن لم تكن. {غَفُوراً} ذا مغفرة، والمغفرة:

ستر الذنب بعدم الحساب عليه.

سبب النزول:

نزول آية: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ}: روى أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم عن علي قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما، فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا، وحضرت الصلاة، فقدموني فقرأت: «قل: يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ونحن نعبد ما تعبدون» فأنزل الله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ}. وروى ابن جرير عن علي أن الإمام كان يومئذ عبد الرحمن، وأن الصلاة صلاة المغرب، وكان ذلك قبل أن تحرّم الخمر.

نزول آية: {فَتَيَمَّمُوا}:

أخرج الفريابي وابن أبي حاتم وابن المنذر عن علي رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية وهي قوله تعالى: {وَلا جُنُباً} في المسافر تصيبه الجنابة، فيتيمم ويصلي.

وأخرج ابن مردويه عن الأسلع بن شريك قال: كنت أرحّل ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأصابتني جنابة في ليلة باردة، فخشيت أن أغتسل بالماء البارد، فأموت أو أمرض، فذكرت ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله:

{لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى} الآية كلها.

وروى البخاري ومسلم من حديث مالك عن عائشة أنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش، انقطع

<<  <  ج: ص:  >  >>