للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبب استحقاق الجندي السهم هو شهود الوقعة، لنصر المسلمين، لقول عمر: «إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة» فلو شهد آخر الوقعة استحق، ولو حضر بعد انقضاء القتال فلا. ومن غاب أو حضر مريضا فلا سهم له؛

لأن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لم يسهم لغائب قط‍ إلا يوم خيبر، فإنه أسهم لأهل الحديبية، من حضر منهم ومن غاب، لقوله تعالى: {وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها}.

وأما المدد الذي يلحق الجيش في دار الحرب قبل إحراز الغنيمة، فقال الحنفية: إذا غنموا في دار الحرب، ثم لحقهم جيش آخر قبل إخراجها إلى دار الإسلام، فهم شركاء فيها. وقال الأئمة الآخرون: لا يشاركونهم (١).

تكثير المؤمنين ببدر في أعين المشركين

وتقليل المشركين في أعين المؤمنين

{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (٤٢) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلكِنَّ اللهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤٣) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ اِلْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤٤)}


(١) أحكام القرآن للجصاص: ٥٦/ ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>