للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي، في موضع نصب لأنها اسم (إن) وصلته {اِتَّخَذْتُمْ} والعائد محذوف تقديره: اتخذتموهم، وهو المفعول الأول ل‍ {اِتَّخَذْتُمْ} والمفعول الثاني {أَوْثاناً} و {مَوَدَّةَ} مرفوع خبر (إن). ومن نون {مَوَدَّةَ} نصب {بَيْنِكُمْ} على الظرف، والعامل فيه {مَوَدَّةَ}. و {فِي الْحَياةِ الدُّنْيا} ظرف للمودة أيضا. وجاز أن يتعلق بها ظرفان لاختلافهما؛ لأن أحدهما ظرف مكان والآخر ظرف زمان.

{وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ} {فِي الْآخِرَةِ} جار ومجرور متعلق بمحذوف مقدر، أي: وإنه صالح في الآخرة لمن الصالحين، أو متعلق ب‍ {الصّالِحِينَ} على رأي بعضهم، فإنه نزلها منزلة الألف واللام التي للتعريف، لا بمعنى التي للذين.

البلاغة:

{أَوْ حَرِّقُوهُ} على طريقة أسلوب الإيجاز، أي حرقوه في النار، وكذا {فَأَنْجاهُ اللهُ.}.

أي ففعلوا فأنجاه الله من النار.

المفردات اللغوية:

{جَوابَ قَوْمِهِ} قوم إبراهيم له. {إِلاّ أَنْ قالُوا} كان ذلك قول بعضهم، لكن لما قيل فيهم أو رضي به الباقون، أسند إلى كلهم. {حَرِّقُوهُ} أحرقوه. {فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النّارِ} أي فقذفوه في النار، فأنجاه الله منها، بأن جعلها عليه بردا وسلاما. {إِنَّ فِي ذلِكَ} في إنجائه منها.

{لَآياتٍ} هي حفظه من أذى النار، وإخمادها مع عظمها في زمان يسير، وإنشاء روض مكانها.

{لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يصدقون بتوحيد الله وقدرته؛ لأنهم المنتفعون بها.

{مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} أي لتتواددوا بينكم وتتواصلوا في اللقاء على عبادتها. {يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ} يتبرأ القادة من الأتباع. {وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} أي يلعن الأتباع القادة. {وَمَأْواكُمُ} مصيركم جميعا. {وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ} يخلصونكم منها.

{فَآمَنَ لَهُ} صدق بإبراهيم {لُوطٌ‍} هو ابن أخي إبراهيم واسمه هاران، أو ابن أخته وأول من آمن به. {وَقالَ} إبراهيم. {إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي} أي مهاجر من قومي إلى حيث أمرني ربي بالهجرة، فهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام فنزل فلسطين، ونزل لوط‍ سدوم.

{الْعَزِيزُ} في ملكه الذي يمنعني من أعدائي. {الْحَكِيمُ} في صنعه الذي لا يأمرني إلا بما فيه صلاحي. {إِسْحاقَ} هو الابن الثاني لإبراهيم بعد إسماعيل. {وَيَعْقُوبَ} ابن إسحاق وحفيد إبراهيم فكان نافلة بعد أن أيس من الولادة من عجوز عقيم (عاقر). {وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ} أي فكل الأنبياء بعد إبراهيم من ذريته. {وَالْكِتابَ} يريد به الجنس، ليتناول الكتب الأربعة، وهي: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

<<  <  ج: ص:  >  >>