بأنه استحوذ عليها وملك أمرها، حتى لم يعد فيها استعداد لغيره، وكان فعل الله ذلك عدلا فيمن خذله وأمدّ له في ضلاله، إذ لم يمنعه حقا وجب له، فتزول صفة العدل، وإنما منعهم ما كان له أن يتفضل به عليهم، لا ما وجب لهم.
ويوضحه آيتان أخريان هما:{وَقالُوا: قُلُوبُنا غُلْفٌ، بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ، فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ}[البقرة ٨٨/ ٢]، فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون، {وَقالُوا: قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ، وَفِي آذانِنا وَقْرٌ، وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ}[فصلت ٤/ ٤١ - ٥]، فهم باستكبارهم وعنادهم لا يخرجون عن سلطان الله، وأن الله سبحانه خالق كل شيء من الهدى والضلال، والكفر والإيمان، والإنسان هو الذي يختار أحد المنهجين.