للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفس وتصفية آثارها منها، من طريق التزام قواعد الشرع وآدابه وأخلاقه.

ثم أكد التحذير من الشيطان، فأبان أنه تعالى جعل الشياطين أنصارا وأعوانا للكفار الذين لا يؤمنون بالله تعالى إيمانا حقا تزكوا به نفوسهم وتصلح أعمالهم، وذلك بسبب استعدادهم لقبول وسوسة الشيطان، كاستعداد ضعفاء الأجسام لتقبل الأمراض بسرعة.

فقه الحياة أو الأحكام:

دلت آية: {يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ} على وجوب ستر العورة؛ لأنه قال: {يُوارِي سَوْآتِكُمْ} أي أنه تعالى جعل لذرية آدم لباسا يسترون به عوراتهم، وفيه دلالة على الأمر بالتستر. ولا خلاف بين العلماء في وجوب ستر العورة عن أعين الناس.

واختلفوا في العورة ما هي؟ فقال الظاهرية والطبري: هي من الرجل الفرج نفسه: القبل والدّبر، دون غيرهما؛ لقوله تعالى: {لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ}، {بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما}. {لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما}

وفي البخاري عن أنس: «فأجرى-ركض-رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في زقاق خيبر-وفيه-ثم حسر الإزار عن فخذه، حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلّى الله عليه وسلّم».

وقال مالك: السرة ليست بعورة، وأكره للرجل أن يكشف فخذه بحضرة زوجته. وحجة مالك

قوله صلّى الله عليه وسلّم لجرهد: «غطّ‍ فخذك، فإن الفخذ عورة» خرّجه البخاري تعليقا، وقال: حديث أنس أسند، وحديث جرهد (١) أحوط‍، حتى يخرج من اختلافهم، يعني أن الفخذ على الصحيح عند المالكية ليس بعورة، لأنها ظهرت من النّبي صلّى الله عليه وسلّم يوم خيبر، ولكن يكره كشفها، لحديث جرهد.


(١) هو جرهد بن خويلد، وهو صحابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>