{وَقَذَفَ} ألقى {الرُّعْبَ} الخوف الشديد {فَرِيقاً تَقْتُلُونَ} منهم وهم المقاتلة {وَتَأْسِرُونَ} فريقا منهم وهم الذراري: أي النساء والأطفال. {وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها} بعد، وهي خيبر، أخذت بعد قريظة.
أخرج البيهقي في الدلائل عن حذيفة قال: لقد رأيتنا ليلة الأحزاب، ونحن صافون قعودا، وأبو سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا، وقريظة أسفل منا، نخاف على ذرارينا، وما أتت قط علينا ليلة أشد ظلمة، ولا أشد ريحا منها، فجعل المنافقون يستأذنون النبي صلّى الله عليه وسلّم إن بيوتنا عورة، وما هي بعورة، فما يستأذن أحد منهم إلا أذن له، فيتسللون، إذ استقبلنا النبي صلّى الله عليه وسلّم رجلا رجلا حتى أتى علي، فقال:
ائتني بخبر القوم، فجئت، فإذا الريح في عسكرهم، ما تجاوز عسكرهم شبرا، فو الله، إني لأسمع صوت الحجارة في رحالهم وفرشهم، الريح تضربهم، وهم يقولون: الرحيل الرحيل، فجئت، فأخبرته خبر القوم، وأنزل الله:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ، إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ} الآية.
نزول الآية (١٢):
{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ}:
أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عمرو المزني قال: خطّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الخندق عام الأحزاب، فأخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مدورة، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المعول، فضربها ضربة، صدعها، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتي المدينة (١)، فكبّر، وكبّر المسلمون، ثم ضربها الثانية، فصدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها، فكبّر