١٢ - إذا جهلت منزلة العالم فوصف نفسه بما هو ملائم المسألة، وكان غرضه أن يقتبس منه وينتفع به في الدين، لم يكن ذلك من باب تزكية النفس المنهي عنها (١): {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}[النجم ٣٢/ ٥٣].
[الفصل السابع من قصة يوسف]
-١ -
تأويل يوسف رؤيا صاحبيه في السجن ووصيته للناجي منهما
{أَمّا أَحَدُكُما} أي الساقي فيخرج بعد ثلاث {رَبَّهُ} سيده {خَمْراً} يسقيه خمرا على عادته {وَأَمَّا الْآخَرُ} الخباز، فيخرج بعد ثلاث، فيصلب، فقالا: كذبنا وما رأينا شيئا، فقال:
{قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ} أي قطع الأمر الذي سألتما عنه، صدقتما أم كذبتما. والاستفتاء:
طلب الفتوى عن السؤال المشكل، والفتوى: جواب السؤال.
{لِلَّذِي ظَنَّ} أيقن {أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا} وهو الساقي {اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} سيدك، فقل له: إن في السجن غلاما محبوسا ظلما {فَأَنْساهُ} أي الساقي {ذِكْرَ} يوسف {فَلَبِثَ} مكث يوسف {فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} البضع: من الثلاث إلى التسع، قيل: إنه مكث سبعا في السجن.