للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مادة حلوة الطعم يجتمع كالندى على ورق الشجر وغيره صباحا، والسلوى: يقوم مقام سائر اللحوم، وهو طير أكبر من السّمانى.

ثم قيل لهم: {كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}، فهي نعم خصصناها بكم، فما عليكم إلا شكر النعمة.

{وَما ظَلَمُونا} بكفرهم بهذه النعم، ولكنهم ظلموا أنفسهم وأضروها بهذا الجحود والإنكار؛ لأن المكلف إذا أقدم على المعصية، فهو ما أضر إلا نفسه، حيث عرّض نفسه للعقاب الشديد، ومن ظلم نفسه كان لغيره أظلم.

فقه الحياة أو الأحكام:

دلت الآية الأولى: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ.}. على أن الإسلام لا عصبية فيه. وأن الله تعالى يعلمنا طريق الحكم على الناس والأشياء، وهو طريق الحق والعدل، فهو الحكم الموضوعي المجرد، وهو الحكم الأبقى والأخلد. إنها شهادة عظيمة من الله تعالى لجماعة من بني إسرائيل أنهم التزموا الحق والعدل في أنفسهم ومع غيرهم، فآمنوا بالنبي موسى عليه السلام وبمن بعده من الأنبياء، وقضوا بين الناس بالعدل، ودعوا الناس إلى الهداية بالحق.

وهذه المزية أيضا قائمة في أمة النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، فقد أنزل الله على نبيه محمد صلّى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء بعد رجوعه إلى الدنيا: {وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف ١٨١/ ٧] يعني أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فالله يعلمه أن الذي أعطيت موسى في قومه أعطيتك في أمتك.

ودلت آية {وَقَطَّعْناهُمُ} على قسمة بني إسرائيل اثنتي عشرة فرقة؛ لأنهم كانوا من اثني عشر رجلا من أولاد يعقوب، فميزهم وفعل بهم ذلك، لئلا يتحاسدوا، فيقع بينهم الهرج والمرج. ولا شك أن القسمة تريح من عناء

<<  <  ج: ص:  >  >>