{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ}: {الْحَقُّ} خبر مبتدأ محذوف، و {مِنْ رَبِّكُمْ} حال. {يَشْوِي الْوُجُوهَ} صفة ثانية لماء أو خال من المهل.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}{الَّذِينَ} وصلته: اسم {إِنَّ}، وخبرها إما {أُولئِكَ لَهُمْ جَنّاتُ عَدْنٍ} وإما {إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} أي لا نضيع أجرهم، فأقيم المظهر مقام المضمر، وإما أن خبرها مقدر، أي إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يجازيهم الله بأعمالهم، بدليل {إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}.
البلاغة:
{بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ} و {فَلْيُؤْمِنْ}{فَلْيَكْفُرْ} بينهما طباق.
{بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً} و {نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً} مقابلة بين النار والجنة.
{وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ} من القرآن، ولا تسمع لقولهم:{اِئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ}[يونس ١٥/ ١٠]. {لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ} لا مغير لأحكامه، فلا أحد يقدر على تبديلها وتغييرها غيره. {مُلْتَحَداً} ملجأ تعدل إليه إذا هممت به. {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} احبسها وثبّتها مع الفقراء. {بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ} أي في طرفي النهار، وخصا بالبيان لغفلة الناس واشتغالهم بدنياهم حينئذ. {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} يريدون بعبادتهم رضا الله وطاعته، لا شيئا من أعراض الدنيا. {وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ} أي لا يجاوزهم نظرك إلى غيرهم، والمراد لا تهمل شأنهم وتهتم بالأغنياء، وعبر بقوله تعالى {عَيْناكَ} عن صاحبهما. {تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا} أي تقصد مجالسة الأغنياء وأصحاب النفوذ والثروة. {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ} جعلناه غافلا وهو حينئذ عيينة بن حصن وأصحابه مثل أمية بن خلف. {عَنْ ذِكْرِنا} أي القرآن. {وَاتَّبَعَ هَواهُ} في الشرك. {فُرُطاً} أي تجاوزا حد الاعتدال، وتقدما على الحق، ونبذا له. وكانوا قد دعوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى طرد الفقراء عن مجلسه لصناديد قريش. وفيه تنبيه إلى أن الداعي لهذا الاستدعاء غفلة القلب عن المعقولات، والانهماك في المحسوسات حتى خفي عليهم أن الشرف بحلية النفس، لا بزينة الجسد.