الإنسان يومئذ، بقوله:{فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ}. والآية دليل على أنه لا قوة للعبد ذلك اليوم، لا من نفسه ولا من غيره، ولا شك في أن نفي القوة زجر وتحذير، ويتجه أولا إلى أصحاب القوة والنفوذ في الدنيا الذين يعتمدون على الأعوان والأنصار، وهناك يوم القيامة يفقدون كل شيء.
[القسم على صدق القرآن والرسالة وتهديد الكائدين لهما]
{رُوَيْداً} مصدر مؤكد لمعنى العامل، مصغر رود أو إرواد على الترخيم.
البلاغة:
{السَّماءِ} و {الْأَرْضِ} بينهما طباق، وكذا بين (الفصل.. والهزل).
{وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ، وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ} سجع رصين يزيد في جمال الأسلوب، ومثله {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَما هُوَ بِالْهَزْلِ}.
{يَكِيدُونَ كَيْداً} جناس اشتقاق.
{فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ، أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} إطناب بتكرار الفعل مرة أخرى، مبالغة في الوعيد.
المفردات اللغوية:
{ذاتِ الرَّجْعِ} الرجع: إعادة الشيء إلى ما كان فيه أولا، والمراد به هنا المطر؛ لأنه يعود إلى الأرض من السماء. {ذاتِ الصَّدْعِ} الشّق عن النبات والعيون وغيرهما من كنوز الأرض.
{إِنَّهُ} القرآن. {لَقَوْلٌ فَصْلٌ} يفصل بين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام. {وَما هُوَ بِالْهَزْلِ} باللعب والباطل، فإنه جدّ كلّه.
{إِنَّهُمْ} الكفار من أهل مكة وأمثالهم. {يَكِيدُونَ كَيْداً} يدبرون ويعملون المكايد