للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{التَّوْراةَ} في مذهب البصريين على وزن فوعلة، وأصله: وورية، فأبدلت الواو الأولى تاء، وقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. {مِنْ قَبْلُ} مبني؛ لأنه مقطوع عن الإضافة {هُدىً} حال بمعنى هادين من الضلالة.

البلاغة:

{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ} عبر عن القرآن بالكتاب، لكمال تفوقه على بقية الكتب السماوية.

{لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} كناية عما تقدمه من الكتب السماوية، وعبر بذلك لصلته الوثيقة بها ولظهوره واشتهاره.

{وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ} أي أنزل سائر ما يفرق بين الحق والباطل، وهو من باب عطف العام على الخاص، حيث ذكر الكتب الثلاثة أولا، ثم عمّ الكتب كلها.

المفردات اللغوية:

{الم} الحروف المقطعة في أوائل السور للتنبيه مثل ألا ويا، لتنبيه المخاطب إلى ما يلقى بعدها {إِلهَ} الإله هو المعبود بحق {الْحَيُّ} ذو الحياة، وهي صفة تستلزم الاتصاف بالعلم والإرادة {الْقَيُّومُ} القائم على كل شيء بحفظه ورعايته.

{نَزَّلَ عَلَيْكَ} يا محمد {الْكِتابَ} القرآن مقترنا بالحق أي الصدق في أخباره فكل ما فيه حق لا شك فيه. ونزل: تفيد التدرج، والقرآن نزل في نيف وعشرين سنة بحسب الحوادث.

{التَّوْراةَ} كلمة عبرية معناها الشريعة، وتشتمل على خمسة أسفار هي «سفر التكوين، وسفر الخروج، وسفر اللاويين، وسفر العدد، وسفر تثنية الاشتراع» ويقول اليهود: إن موسى كتبها، ويسميها النصارى: العهد القديم أو العتيق، وفيها حكاية قصص الأنبياء وتاريخ بني إسرائيل قبل المسيح. {الْإِنْجِيلَ} كلمة يونانية، معناها التعليم الجديد أو البشارة. ويسمى العهد الجديد، ويشتمل في سيرة المسيح عليه السلام وبعض تعاليمه على أربعة أناجيل هي إنجيل متى ويوحنا ومرقس ولوقا وعلى أعمال الرسل (الحواريين) ورسائل بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب، ورؤيا يوحنا، وهي كلها مكتوبة بعد قرن أو قرنين من وفاة المسيح، وليس لها سند متصل إلى كاتبها.

والتوراة في عرف القرآن: ما أنزل الله على موسى، والإنجيل: ما أوحاه الله إلى عيسى عليه السلام، وفيه البشارة بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وأنه هو الذي يتمم الشريعة.

{مِنْ قَبْلُ} تنزيله {هُدىً} هادين من الضلالة {لِلنّاسِ} ممن تبعهما. وعبر عن

<<  <  ج: ص:  >  >>