{وَيَذَرُهُمْ} بالرفع على تقدير مبتدأ، وتقديره: هو يذرهم. ويقرأ بالجزم بالعطف على موضع الفاء في {فَلا هادِيَ لَهُ} وموضعه الجزم على جواب الشرط، أي أن الرفع على سبيل الاستئناف، والجزم عطف على محل ما بعد الفاء.
{وَأَنْ عَسى} أي في أنه عسى، وأن: مخففة من الثقيلة، والأصل: وأنه عسى، على أن الضمير ضمير الشأن، والمعنى: أو لم ينظروا في أن الشأن والحديث، عسى أن يكون أجلهم قرب، ولعلهم يموتون عما قريب، فيسارعوا إلى النظر وطلب الحق قبل مفاجأة الموت والعقاب. وقوله:
{وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ} هم أمة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم كما في الحديث المتواتر «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق...». ويهدون: يرشدون الناس إلى الحق والخير {وَبِهِ يَعْدِلُونَ} أي وبالحق يحكمون وكما عند الشيخين عن المغيرة بالعدل دون ميل لأحد الجانبين المتخاصمين.
{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا} القرآن، من أهل مكة {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} سنأخذهم قليلا قليلا،