٢ - دلت الآية:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} والأحاديث المتقدمة على أن القرب في الأنساب لا ينفع، مع إهمال الأسباب والتفاني في الأعمال الصالحة.
ودلت أيضا على جواز صلة المؤمن الكافر وإرشاده ونصيحته؛
لقوله صلّى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم:«إن لكم رحما سأبلّها ببلالها» وقوله عزّ وجلّ: {لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الممتحنة ٨/ ٦٠].
٣ - إن الإحسان إلى الأتباع من حسن السياسة، ومما يحقق فوائد جمّة، لذا أمر الرسول صلّى الله عليه وسلم بالتواضع وإلانة الجانب لأتباعه المؤمنين برسالته، المستقيمين على منهج الحق وتقوى الله. فإن عصوا وخالفوا أمره، فإنه صلّى الله عليه وسلم بريء من معصيتهم إياه؛ لأن عصيانهم إياه عصيان لله عزّ وجلّ، باعتبار أنه صلّى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بما يرضي ربه، ومن تبرأ منه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقد تبرأ الله منه.
٤ - التوكل على الله من أصول الإيمان وخصائصه في الإسلام، وقد أمر الله نبيه بتفويض أمره إلى ربه العزيز الذي لا يغالب، الرحيم الذي لا يخذل أولياءه.
٥ - إن الله تعالى عاصم نبيه من كل سوء، حافظه من كل مكروه، ناصره على أعدائه، معتن بأمره كله، يعلم بكل أنشطته وأعماله، فهو يراه حين يقوم إلى الصلاة، ويراه قائما وراكعا وساجدا؛ لأنه سبحانه السميع لأقوال عباده جميعا، العليم بجميع حركاتهم وسكناتهم.
٦ - قال ابن عباس في قوله تعالى:{وَتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ} أي تنقله وسلالته في أصلاب الآباء: آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيا.
وقد استدل الشيعة بهذه الآية على أن آباء النبي صلّى الله عليه وسلم كانوا مؤمنين، كما استدلوا على ذلك بالخبر التالي في
قوله صلّى الله عليه وسلم:«لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات».