٤ - تشير آية {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} إلى أن رحمة الله تعالى غالبة على غضبه؛ لأنه تعالى لما حكى عنهم الإحسان أعاده مرتين فقال:{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} ولما حكى عنهم الإساءة اقتصر على ذكرها مرة واحدة فقال تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها} ولو لم يكن جانب الرّحمة غالبا، لما فرق بين التعبيرين (١).
أكّد تعالى ذلك بقوله:{عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} فهو وعد من الله بكشف العذاب عنهم إن تابوا وأنابوا إليه.
٥ - إن عدل الله يقضي بأن من عاد إلى العصيان عاد الله إلى عقابه:{وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا} ومن عاد إلى التوبة والرّشد والهداية والاستقامة عادت رحمة الله إليه: {عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ}.
٦ - ليس عذاب العصاة مقصورا على الدّنيا بالإذلال والإهانة والقتل والنّهب والسّبي، وإنما هناك عذاب آخر ادّخره الله لهم في جهنّم، بإحاطة نارها بهم، وجعلها مقرّا ومحبسا وسجنا لهم، أو مهادا وفراشا وبساطا.
٧ - إن ذكر ما قضي إلى بني إسرائيل دليل على نبوة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، لمطابقة ما أخبر به القرآن الواقع الحادث.