٣ - إن العبد بأشد الحاجة للارتباط بالله والاستعانة به والاتكال عليه، لذا كانت الصلاة صلة بين العبد وربّه، وتقوية على الإيمان وصلابة الاعتقاد، وتربية المهابة لله في النفس، وتهذيب السلوك. ولأجل هذا أمر الله بذكره ليل نهار، وبالصلاة أول النهار وآخره، وذلك يشمل الصلوات الخمس المفروضة، وزيد عليها التطوع في الليل.
٤ - وبخ الله تعالى الكفار وقرّعهم على محبتهم الدنيا وحدها، وتركهم العمل للآخرة، فلا يؤمنون بيوم القيامة، ولا يستعدون لمواجهة موقف الحساب العسير الشديد في ذلك اليوم.
٥ - مما يدل على كمال قدرة الله تعالى: أنه هو الذي خلق الناس، وأحكم تركيب أجسادهم، وتشديد مفاصلهم وأوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والأعصاب، وأنه قادر على إهلاك الناس والمجيء بأطوع لله منهم.
٦ - إن هذه السورة وأمثالها من القرآن موعظة وعبرة، فمن أراد الخير لنفسه اتخذ طريقا موصلا إلى طاعة ربّه وطلب مرضاته. لكن الطاعة والاستقامة واتّخاذ سبيل الله لا تقع قهرا عن الله في ملكه، وإنما بمشيئة الله، فالأمر إليه سبحانه، ليس لعباده، ولا تنفذ مشيئة أحد ولا تتقدم إلا أن تتقدم مشيئة الله، وكل ذلك دون قهر ولا إجبار ولا إكراه من الله على اختيار شيء معين، إنما الاختيار للإنسان، والله عليم بأعمال عباده، حكيم في أمره ونهيه لهم.
٧ - كذلك دخول الجنة برحمة الله، ودخول النار بمشيئة الله، فهو الذي يرحم عباده المؤمنين، ويعذب الظالمين الكافرين عذابا مؤلما في نار جهنم، وبئس المصير.