٧ - إن الإمداد بالملائكة يوم بدر كان إمدادا فعليا، لا معنويا، بدليل الثابت في الروايات الكثيرة في السنة النبوية. وقد جعله الله بشرى للمؤمنين بالنصر وتطمينا لقلوبهم، وإهلاكا لأعدائهم. والنصر الحقيقي بسبب أو بغير سبب هو من عند الله القوي الغالب الحكيم الصنع، المدبر لكل الأمور على وفق الحكمة بوضع كل شيء في المحل المناسب له.
٨ - إن جرح النبي صلّى الله عليه وسلّم في معركة أحد أمر عظيم الوقع والتأثير على النبي نفسه وعلى المؤمنين، لذلك
قال كما ثبت في صحيح مسلم حينما جعل يمسح الدم عنه:«كيف يفلح قوم شجّوا رأس نبيهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله تعالى» فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}.
قال الضحاك: همّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يدعو على المشركين، فأنزل الله تعالى:
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}.
وقيل: استأذن في أن يدعو في استئصالهم، فلما نزلت هذه الآية، علم أن منهم من سيسلم، وقد آمن كثير، منهم خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم. وروى الترمذي عن ابن عمر قال: وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يدعو على أربعة نفر، فأنزل الله عز وجل:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} فهداهم الله للإسلام، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
وعلى أي حال: فهذه الآية {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} دليل قاطع على أن القرآن من عند الله، فهذا تنبيه لرسول الله وإعلام له بأن الأمر كله لله، سواء دعا على المشركين أو لم يدع.
٩ - بناء على ما ثبت من دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم على جماعة من المشركين في صلاة الفجر، اختلف العلماء في القنوت في صلاة الفجر وغيرها. فمنعه الكوفيون (الحنفية والحنابلة) لما