للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل من يخون فيأخذ شيئا من الغنائم خفية، يأتي به يوم القيامة حاملا إياه على عنقه، أي متحملا مسئولية فعله ووزر ما ارتكبه.

وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد، أيدته السنة النبوية،

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطيبا، فذكر الغلول وعظمه، وعظم أمره ثم قال:

ألا لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء، فيقول:

يا رسول الله، أغثني، فأقول له: لا أملك لك من الله شيئا، قد أبلغتك.

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة (١) فيقول:

يا رسول الله، أغثني، فأقول لا أملك لك من الله شيئا، قد أبلغتك.

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق (٢)، فيقول:

يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد أبلغتك.

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت (٣)، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك» وهذا كله من قبيل تمثيل الذنب وثقله وفضيحة صاحبه، وأنه يتحمل وزره يوم القيامة، كما جاء في آية أخرى: {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ} [الأنعام ٣١/ ٦].

فأخذ أي شيء بغير حق يستوجب العقاب، كما قال تعالى حكاية عن لقمان:


(١) حمحمة الفرس: صوته دون الصهيل. والثغاء: صياح الغنم.
(٢) الرقاع: هي التي يكتب عليها، وأراد بها ما عليها من الحقوق المكتوبة، وخفوقها: حركتها.
(٣) الصامت: الذهب والفضة، خلاف الناطق وهو الحيوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>