١١ - تعذيب المنافقين وغيرهم لا مصلحة فيه لله تعالى، كما نصت الآية التي تقول: أي منفعة له في عذابكم إن شكرتم وآمنتم، فنبه تعالى أنه لا يعذب الشاكر المؤمن، وأن تعذيبه عباده لا يزيد في ملكه، وتركه عقوبتهم على فعلهم لا ينقص من سلطانه. ولكن العذاب تقتضيه الحكمة والعدل.
قال مكحول من التابعين: أربع من كنّ فيه كنّ له، وثلاث من كنّ فيه كنّ عليه، فالأربع اللاتي له: الشكر والإيمان والدعاء والاستغفار، قال الله تعالى:{ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}[النساء ١٤٧/ ٤]. وقال الله تعالى:{وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ، وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الأنفال ٣٣/ ٨]. وقال الله سبحانه:{قُلْ: ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي، لَوْلا دُعاؤُكُمْ}[الفرقان ٧٧/ ٢٥]. وأما الثلاث اللاتي عليه: فالمكر والبغي والنكث؛ قال الله تعالى:{وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّ بِأَهْلِهِ}[فاطر ٤٣/ ٣٥].
وقال تعالى:{إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ}[يونس ٢٣/ ١٠]. وقال تعالى:{فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ}[الفتح ١٠/ ٤٨].
١٢ - الله يشكر عباده على طاعتهم. ومعنى يشكرهم: يثيبهم، فيقبل العمل القليل، ويعطي عليه الثواب الجزيل، وذلك شكر منه على عبادته.