فهذه كلها أخبار عن الغيوب التي لا يقف عليها إلا رب العالمين، أو من أوقفه عليها رب العالمين، وقد عجز الزمان عن إبطال شيء منها، سواء في الخلق والإيجاد أم في بيان أخبار الأمم، أم في وضع التشريع السوي لكل الأمم، أم في توضيح كثير من المسائل العلمية والتاريخية، مثل {وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ}[الحجر ٢٢/ ١٥] وآية {أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً}[الأنبياء ٣٠/ ٢١]، وآية {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ}[الذاريات ٤٩/ ٥١] وآية {وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ}[الحجر ١٩/ ١٥] وآية إثبات كروية الأرض: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ}[الزمر ٥/ ٣٩] والتكوير: اللف على الجسم المستدير. واختلاف مطالع الشمس في آية {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها} إلى قوله {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}[يس ٣٨/ ٣٦ - ٤٠].
٨ - ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام جميع الأنام، في الحلال والحرام، وفي سائر الأحكام، فهو يشتمل على العلوم الإلهية، وأصول العقائد الدينية وأحكام العبادات، وقوانين الفضائل والآداب، وقواعد التشريع السياسي والمدني والاجتماعي الموافقة لكل زمان ومكان.
٩ - الحكم البالغة التي لم تجر العادة بأن تصدر في كثرتها وشرفها من آدمي.
١٠ - التناسب في جميع ما تضمنه القرآن ظاهرا وباطنا، من غير اختلاف،