درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، ومنه تفجّر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن».
وجنات عدن: اسم مكان ومنزل من منازل الجنة كالفردوس، بدليل قوله تعالى:{جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ}[مريم ٦١/ ١٩] وبدليل حديث أبي الدرداء المتقدم في شرح المفردات. وقيل: العدن: الإقامة والاستقرار، فجنات عدن: هي جنات الإقامة والخلود، كقوله تعالى:{جَنَّةُ الْخُلْدِ}[الفرقان ١٥/ ٢٥] و {جَنَّةُ الْمَأْوى}[النجم ١٥/ ٥٣] فالجنات كلها جنات عدن.
وللمؤمنين أيضا رضوان من الله أكبر وأعظم من الجنان، أي رضا الله عنهم أجل مما هم فيه من النعيم، وذلك دليل قاطع على أن السعادة الروحية أكمل وأشرف من السعادة الجسدية. ويؤيده
ما رواه الإمام مالك والشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال:«إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبّيك ربنا وسعديك، والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون:
يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحلّ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا».
وقيل: إن الرضوان هو رؤية الله يوم القيامة، كما قال تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ}[يونس ٢٦/ ١٠].
ولما ذكر تعالى هذه الأمور الثلاثة (الجنات، والمساكن الطيبة في جنات عدن، والرضوان الإلهي الأكبر) قال: {ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أي ذلك