للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكفر والمعاصي وخافوا الله: ماذا أنزل ربكم؟ قالوا: أنزل خيرا أي رحمة وبركة لمن اتبعه وآمن به وبرسوله.

والسائل: هم الوافدون على المسلمين في أيام المواسم والأسواق، فكان الرجل يأتي مكة، فيسأل المشركين عن محمد وأمره، فيقولون: إنه ساحر وكاهن وكذاب، فيأتي المؤمنين، ويسألهم عن محمد وما أنزل الله عليه، فيقولون: أنزل خيرا.

ثم أخبر تعالى عما وعد هؤلاء المؤمنين في مقابل وعيد المشركين السابق، فقال: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا.}. أي للذين آمنوا بالله ورسوله وأطاعوه، وأحسنوا العمل في الدنيا، أحسن الله إليه عمله في الدنيا والآخرة.

فلهم في الدنيا مثوبة حسنة من عند الله بالنصر والفتح والعزة، وفي الآخرة بنعيم الجنة وما فيها من خير.

ثم أعلمنا الله تعالى بأن دار الآخرة خير من الحياة الدنيا، والجزاء فيها أتم من الجزاء في الدنيا.

ونظير صدر الآية: {مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل ٩٧/ ١٦].

ونظير آخر الآية: {وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ: وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً} [القصص ٨٠/ ٢٨] وقوله تعالى: {وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ} [آل عمران ١٩٧/ ٣] وقوله: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى} [الضحى ٤/ ٩٣] وقوله: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى} [الأعلى ١٧/ ٨٧].

ثم وصف الدار الآخرة بقوله: {وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ. جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي}

<<  <  ج: ص:  >  >>