{وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} أي ولا يطلب منهم العتاب؛ إذ لا فائدة في العتاب مع سخط الله وغضبه، فإن الرجل يطلب العتاب من خصمه إذا كان جازما أنه إذا عاتبه، رجع إلى صالح العمل، والآخرة دار جزاء لا دار تكليف وعمل، ولا أمل في الرجوع إلى الدنيا.
{وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا.}. أي وإذا عاين الذين أشركوا وجحدوا نبوة الأنبياء العذاب، فلا ينجو منهم أحد، ولا يخفف عنهم من شدته ساعة واحدة، ولا يمهل عقابهم ولا يؤخر عنهم، بل يؤخذون بسرعة من الموقف بلا حساب؛ لأنه فات وقت التوبة والإنابة، وحان وقت الجزاء على الأعمال.
ثم أخبر تعالى عن تبري آلهة المشركين منهم في وقت أحوج ما يكونون إليها، وهذا من بقية وعيد المشركين، فقال:{وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ.} ..
أي إذا شاهد المشركون بالله يوم القيامة شركاءهم الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله في الدنيا، ألقوا تبعة شركهم عليها، وقالوا: هؤلاء شركاؤنا الذين كنا نعبدهم وندعوهم من دونك، قاصدين بذلك إحالة الذنب والإثم على هؤلاء الشركاء، وهو شأن المتخبط في عمله، كالغريق الذي يتمسك بما تقع يده عليه.
فرد الشركاء قائلين:{فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ.}. أي قالت لهم الآلهة: