للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنسان والمجتمع، وإسعاد الفرد والجماعة، وتصحيح مسيرة الناس قاطبة على أساس من الحق والعدل والاستقامة والأخلاق السوية.

٤ - كرّم الله محمدا صلّى الله عليه وآله وسلم بالإسراء والمعراج، وكرم موسى عليه السلام بالكتاب وهو التوراة الذي جعله الله هدى وهداية لبني إسرائيل من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان بالله تعالى وحده، وتحريم اتخاذ ربّ سواه يتوكلون عليه في أمورهم. والوكيل: من يوكل إليه الأمر.

٥ - ثم نادى الله سبحانه البشرية قاطبة بأن ينضموا جميعا تحت راية واحدة هي راية الإيمان بالله تعالى وحده، قائلا: يا ذرية من حملنا مع نوح، وهم جميع من على الأرض، ومنهم موسى وقومه من بني إسرائيل: لا تشركوا مع الله إلها آخر.

وذكر الله تعالى نوحا لتذكير البشرية بنعمة الإنجاء من الغرق على آبائهم..

ومقصود الآية: إنكم أيها البشر من ذرية نوح، وقد كان عبدا شكورا موحدا الله تعالى، مقرا بآلائه ونعمه عليه، ولا يرى الخير إلا من عنده، فأنتم أحق بالاقتداء به، دون آبائكم الجهال.

ويمكن مما ذكر تلخيص العظات والحقائق التالية:

أولا-أدى حادث الإسراء والمعراج في ليلة واحدة إلى تمحيص المؤمنين، وتبيان صادق الإيمان، ومريض القلب منهم.

ثانيا-كان اطلاع الله رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم على آيات الكون الأرضية والسماوية ذات العجائب درسا واقعيا لتعليم الرسول بالمشاهدة والنظر، ومن المعلوم أن التعليم المحسوس أوقع في النفس، وأرسخ في الذهن.

ثالثا-إن بشرية النبي صلّى الله عليه وآله وسلم واحتياجه إلى الهواء في طبقات الجو والسموات

<<  <  ج: ص:  >  >>