يجلس معهم وحده، من غير وجود أصحابه الفقراء أو الضعفاء، كبلال، وعمار، وصهيب، وخبّاب، وابن مسعود، وليفردوهم في مجلس على حدة، فنهاه الله عن ذلك، وأمره أن يصبر ويثبّت نفسه في الجلوس مع هؤلاء، ونظير الآية قوله:
وأكد تعالى الأمر السابق بقوله:{وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ.}. أي ولا تجاوز بصرك ونفسك إلى غيرهم، فتطلب بدلهم أصحاب الثروة والنفوذ، والمقصود النهي عن احتقارهم لسوء حالهم وفقرهم،
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما نزلت هذه الآية:«الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معه».
ثم أكد تعالى هذا النهي بقوله:{وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا.}.
أي وإياك أن تطيع من وجدناه غافلا، وشغل عن الدين وعبادة ربّه بالدنيا، وكان مسرفا مفرطا في أعماله وأفعاله غاية الإسراف والتفريط، متبعا شهواته.
وهو دليل على أن سبب البعد عنهم؟؟؟؟ لهم عن اتباع أمر الله بمفاتن الدنيا وزينتها.
والتوجيه الثالث: إعلان مجيء الحق واضحا ظاهرا من الله تعالى، بحيث لم يبق إلا التهديد والوعيد الشديد على كفرهم فقال:{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ.}. أي قل يا محمد للناس: هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك، وهو النظام الأصلح للحياة، فمن شاء آمن به، ومن شاء كفر به، فأنا في غنى عنكم، ومن عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها، ثم يحاسبكم ربكم على أعمالكم. وفي هذا تهديد ووعيد شديد.
ثم ذكر الله تعالى نوع الوعيد على الكفر، والوعد على العمل الصالح، فقال