٢ - رد اليهود الذين يسمون بالصدوقيين إلى عقيدة الإيمان باليوم الآخر التي أنكروها، وتثبيت الإيمان في قلوبهم.
٣ - تصحيح مسيرة اليهود الذين يسمون بالفريسيين وهم في الأصل قوم تجردوا لطاعة الله تعالى، وتفردوا للعبادة، وزهدوا في حطام الدنيا، وأقبلوا على الآخرة، ولكنهم أصبحوا في زمن المسيح يظهرون بمظهر الزهد فقط، ويتخذونه ستارا لجمع المال.
وكان هناك جماعة الكتبة الذين يكتبون الشريعة لمن يطلبها، وهم كالفريسيين في اقتناص أموال الناس.
وكذلك الكهنة وخدمة الهيكل صاروا متهالكين على جمع المال، يحرفون كلام الله لأغراض دنيوية.
فكانت هذه العيوب كلها موجبة لصيحة المسيح المدوية بالزهد في الدنيا، وإصلاح النفوس من أمراضها، وتوجيه الناس إلى مرضاة الرب عز وجل.
٤ - البشارة باقتراب ملكوت السموات، أي الشريعة الإلهية التي يرسل الله تعالى بها النبي الأمي المذكور في آية [١٥] وما بعدها من الإصحاح ١٨ - سفر التثنية، الذي وعد الله بني إسرائيل على لسان موسى أن يرسله من بين إخوتهم، كما بشر به أنبياء كثيرون، منهم داود في المزمور (٤٥) والمزمور (١٤٩) و (١١٠) وأشعيا في الإصحاحات (٥١، ٥٠، ٤٣، ٤٢، ٣٥، ٢٦، ٩، ٨، ٦٥، ٦٠، ٥٥، ٥٤، ٥٢) ودانيال في ص (٧، ٢) وزكريا في ص (٣) وغيرهم. والمسيحيون يحملون البشارة على الدين المسيحي.
لكن لم يجئ المسيح بغير طائفة من العظات والنصائح والحكم والأمثال، لإخلاص العبادة لله تعالى، والتخفيف من ماديات الجماهير التي غرقوا بها إلى الآذان، وترك الرياء والنفاق، والاهتمام بروح الدين الذي ورثوه عن موسى.