للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلوات الله وسلامه) أرسله الله إلى عباده داعيا ومبشرا ونذيرا، فأنبأهم عن الله بشرائعه.

والرسول: هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، وكان معه كتاب فيه شريعته كموسى عليه السلام، سواء أنزل عليه كتاب مستقل أم كتاب من سبقه.

والنبي: هو من أوحي إليه بشرع يخبر به عن الله ويخبر به قومه، وليس معه كتاب، كيوشع عليه السلام.

٣ - {وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ} أي كلمناه من جانب الطور عن يمين موسى أو عن يمين الجبل نفسه، حين جاء من مدين متجها إلى مصر، فهو كليم الله بعدئذ، وأصبح رسولا، وواعدناه إليه بعد إغراق آل فرعون، وأنزلنا عليه كتاب التوراة. والمناداة عن يمين موسى أصح، فإن الجبال لا يمين لها ولا شمال.

٤ - {وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا} أي أدنيناه إدناء تشريف وتقريب منزلة، حتى كلمناه، أو حين مناجاته لنا. فقوله: {نَجِيًّا} من المناجاة في المخاطبة، أي أنه أصبح في العالم الروحي قريب المنزلة من الله تعالى.

٥ - {وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا} أي منحناه من فضلنا ونعمتنا، فجعلنا أخاه نبيا، حين سأل ربه قائلا: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه ٢٩/ ٢٠ - ٣٢] فحقق له مطلبه وأجاب دعاءه وسؤاله وشفاعته بقوله: {قالَ: قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى} [طه ٣٦/ ٢٠]، وقوله: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} [القصص ٣٥/ ٢٨].

قال بعض السلف: ما شفع أحد في أحد شفاعة في الدنيا أعظم من شفاعة

<<  <  ج: ص:  >  >>