٢ - والقرآن العظيم كله تذكير ومواعظ للأمم والشعوب والأفراد، وشرف وفخر للإنسانية وللعرب خاصة، ونعمة عظمي لكل إنسان.
٣ - وكما أن القرآن نعمة، ففيه أيضا وعيد شديد لمن أعرض عنه، ولم يؤمن به، ولم يعمل بما فيه، فهو-أي المعرض-يتحمل الإثم العظيم والحمل الثقيل يوم القيامة، حيث يقيم في جزائه، وجزاؤه جهنم، وبئس الحمل الذي حملوه يوم القيامة.
والوزر: هو العقوبة الثقيلة، سميت وزرا، تشبيها في ثقلها على المعاقب بثقل حمل الحامل، أو لأنها جزاء الوزر وهو الإثم.
وصفة ذلك الوزر كما تبين شيئان: أحدهما-أنه مخلد مؤبد، وثانيهما-أنه ما أسوأ هذا الوزر حملا، أي محمولا.
٤ - إن يوم القيامة هو اليوم الذي ينفخ في الصور النفخة الثانية للبعث والحشر والحساب. والصور: قرن ينفخ فيه يدعى به الناس إلى الحشر.
٥ - يكون النفخ في الصور سببا لحشر المجرمين، أي المشركين، زرق العيون والأبدان من شدة العطش وشدة الأهوال التي يكابدونها.
٦ - يتسار المجرمون يوم القيامة قائلين: ما لبثتم في الدنيا إلا عشر ليال، يستقصرون مدة مقامهم في الدنيا لشدة ما يرون من أهوال يوم القيامة، ويخيل إلى أمثلهم أي أعدلهم قولا، وأعقلهم وأعلمهم عند نفسه: أنهم ما لبثوا في الدنيا إلا يوما واحدا أي مثل يوم أو أقل.