٢ - كذلك قال سبحانه في آخر السورة المتقدمة:{وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ} إشارة إلى أن المشركين يكفرون بالآيات، وقال في هذه السورة:{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلّى مُسْتَكْبِراً}[٧].
٣ - وصف الله تعالى قدرته على بدء الخلق والبعث في كلتا السورتين، فقال في السورة السالفة:{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[٢٧] وقال هنا: {ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ}[٢٨].
٤ - أثبت الله تعالى في كلتا السورتين إيمان المؤمنين بالبعث، فقال في السورة السابقة:{وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ: لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ، فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ}[٥٦] وهذا عين إيقانهم بالآخرة المذكور في مطلع هذه السورة: {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}.
٥ - حكى الله تعالى في السورتين ما عليه حال المشركين من القلق والاضطراب، إذ يضرعون إلى الله في وقت الشدة، ويكفرون به وقت الرخاء، فقال في السورة المتقدمة:{وَإِذا مَسَّ النّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ..}.
[٣٣] وقال في هذه السورة: {وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ..}. [٣٢].
٦ - ذكر في سورة الروم:{فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ}[١٥] وقد فسر بالسماع، وفي لقمان:{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}[٦] وقد فسر بالغناء وآلات الملاهي.
٧ - قابل تعالى بين السورتين، فذكر في سورة الروم مدى اعتزاز المشركين بأموالهم ورفضهم إشراك غيرهم فيها، وذكر هنا قصة لقمان الحكيم العبد الصالح الذي أوصى ابنه بالتواضع وترك التكبر، كما ذكر في الأولى محاربة الروم والفرس