١٠ - الذّكر الكثير لله تعالى: وهو استحضار عظمة الله تعالى في القلب، وتنزيهه باللسان عن كل نقص، ووصفه بكل كمال في جميع الأحوال، بنية صادقة لله. ويلاحظ أن الله تعالى في أكثر المواضع حيث ذكر «الذّكر» قرنه بالكثرة، ليرشدنا إلى أنه لا يصير الإنسان ذاكرا حتى يداوم على الذكر قائما وقاعدا ومضطجعا، وهذا مروي عن مجاهد. وقد يصبح ذاكرا بصلاة التهجد ليلا، كما
أخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل، فصليا ركعتين، كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات».
ويكون الذكر أيضا بالصلاة وفي الأكل والشرب والمشي والبيع والشراء والركوب والهبوط، وغير ذلك من الأحوال في غير أماكن القاذورات، كما قال تعالى:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ}[آل عمران ١٩١/ ٣].
وقد ختمت هذه الآداب بالذكر؛ لأن صحة جميع الأعمال الدينية من إسلام وإيمان وقنوت وصدق وصبر وخشوع وصدقة وصوم بذكر الله تعالى وهي النية.
أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
«سبق المفردون، قالوا: وما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات».
وأخرج أحمد أيضا عن معاذ الجهني عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن رجلا سأله، فقال: أيّ المجاهدين أعظم أجرا يا رسول الله؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: أكثرهم لله تعالى ذكرا، قال: فأيّ الصائمين أكثر أجرا؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: أكثرهم لله عز وجل ذكرا، ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: