للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنهار». وقال عكرمة: معناه بالتصوير والتعرض لفعل ما لا يفعله إلا الله بنحت الصور وغيرها،

وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لعن الله المصوّرين».

والطعن في تأمير أسامة بن زيد (١) لغزو «أبنى» قرية عند مؤتة أذية له صلّى الله عليه وسلّم، من حيث إنه كان من الموالي، ومن حيث إنه كان صغير السن؛ لأنه كان إذ ذاك ابن ثمان عشرة سنة، ومات النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد خروج هذا الجيش إلى ظاهر المدينة، فنفّذه أبو بكر بعده صلّى الله عليه وسلّم.

جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثا، وأمّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن الناس في إمرته؛ فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إن تطعنوا في إمرته، فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده».

وفي هذا الحديث دلالة على جواز إمامة المولى والمفضول على غيرهما ما عدا الإمامة الكبرى، ويؤكده أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قدّم سالما مولى أبي حذيفة على الصلاة بقباء، فكان يؤمهم، وفيهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبراء قريش.

٤ - إن إيذاء المؤمنين والمؤمنات بغير حق بالأقوال أو الأفعال القبيحة بهتان وإثم واضح. ومن أنواع الأذى: التعيير بحسب مذموم، أو حرفة مذمومة، أو شيء يثقل عليه إذا سمعه.

وقد ميّز الله بين أذاه سبحانه وأذى الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأذى المؤمنين، فجعل الأول كفرا موجبا اللعن، والثاني كبيرة، فقال في أذى المؤمنين: {فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً}.


(١) كان أسامة رضي الله عنه يدعى: الحبّ ابن الحبّ، وكان أسود شديد السواد، وكان زيد أبوه أبيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>