ووردت آيات أخرى في تأخير العذاب مثل:{بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ}[القمر ٤٦/ ٥٤] ومثل: {وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى}[النحل ٦١/ ١٦].
وموجب الهلاك قائم فيهم، فقال تعالى:
{وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} أي وإن كفار قومك لفي شك من القرآن، موقع في الريبة والقلق، فما كان تكذيبهم له عن بصيرة منهم لما قالوا:
بل كانوا شاكين فيما قالوه، غير متحققين لشيء كانوا فيه.
ثم حدد الله تعالى قانون الجزاء، فقال:
{مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ، وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها، وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ} أي من عمل عملا صالحا في الدنيا، فائتمر بأمر الله، وانتهى عما نهى الله عنه، فإنما يعود نفع ذلك على نفسه، ويجازى على وفق عمله، ومن أساء فعصى الله، فإنما يرجع وبال ذلك عليه، ويعاقب على جرمه، كما قال تعالى:{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاّ ما سَعى}[النجم ٣٩/ ٥٣]. وعليه، فإن آمنوا فنفع إيمانهم يعود عليهم، وإن كفروا فضرر كفرهم يعود إليهم.
والجزاء للفريقين حق وعدل مطلق، فلا ينقص المحسن شيئا من ثوابه، ولا يعاقب أحدا من الناس إلا بذنبه، ولا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه، وإرسال الرسول إليه.