٦ - إن تكذيب الأمم للرسل عادة قديمة غير جديدة في عهد النبي ص، فلقد أنزل الله التوراة على موسى عليه السلام، وسمع نخبة من قومه كلام الله له، فمنهم من آمن به، ومنهم من كذب به، فلا يحزنك يا محمد اختلاف قومك في كتابك، فقد اختلف من قبلهم في كتابهم.
وقبل بعضهم هذا الكتاب، وهم أصحابك، ورده الآخرون، وهم يقولون:
٧ - لولا قضاء الله القديم المحكم، وحكمه المبرم في إمهال الكفار وتأخير عذاب الاستئصال عنهم إلى يوم القيامة، لقضي بينهم بتعجيل العذاب، لأنهم في شك من القرآن شديد الريبة. قال الكلبي في هذه الآية: لولا أن الله أخر عذاب هذه الأمة إلى يوم القيامة، لأتاهم العذاب كما فعل بغيرهم من الأمم.
٨ - إن الجزاء من جنس العمل، فمن أطاع الله فالثواب له، والله عز وجل مستغن عن طاعة العباد، ومن أساء فالعقاب عليه.
٩ - نفى الله تعالى الظلم عن نفسه، قليله وكثيره، فقال هنا:{وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ} وقال سبحانه: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النّاسَ شَيْئاً}[يونس ٤٤/ ١٠]
وجاء في الحديث القدسي الثابت الذي أخرجه مسلم عن أبي ذر الغفاري:
«يا عبادي، إني حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّما، فلا تظالموا».
وأيضا فالله تعالى هو الحكيم المالك، وما يفعله المالك في ملكه لا اعتراض عليه، إذ له التصرف في ملكه بما يريد.