وأزواجهم المؤمنات المسلمات في الدنيا، بعد أن أمّنهم من الخوف والحزن. وهذا يعني أن حسابهم يمر على أسهل الوجوه وأحسنها.
٤ - تقدّم الأطعمة والأشربة لأهل الجنة فيها بآنية الذهب. أما في الدنيا فيحرم استعمال أواني الذهب والفضة،
جاء في الصحيحين عن حذيفة أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:«لا تلبسوا الحرير ولا الدّيباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة».
وروى الأئمة من حديث أم سلمة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«الذي يشرب في آنية الذهب والفضة، إنما يجرجر في بطنه نار جهنم» وهذان الحديثان يقتضيان التحريم، بلا خلاف في ذلك.
والنهي عن الأكل والشرب يدل على تحريم الاستعمال والانتفاع بمختلف الأوجه، لأنه نوع من المتاع، فلم يجز، ومن استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه.
أما الإناء المضبب بالذهب أو الفضة أو المشتمل على حلقة منهما، كالمرآة ذات الحلقة الفضية، فلا يشرب فيه، ولا ينظر في المرآة.
وإذا لم يجز استعمال الإناء لم يجز اقتناؤه، لأن ما لا يجوز استعماله لا يجوز اقتناؤه كالصنم والطّنبور (١).
٥ - في الجنة كل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، وأهلها باقون دائمون فيها،
روى الترمذي عن سليمان بن بريدة عن أبيه: «أن رجلا سأل النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، هل في الجنة من خيل؟ قال: إن الله أدخلك الجنة، فلا تشاء أن تحمل على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت.
(١) الطنبور: من آلات الطرب، ذو عنق طويل، وستة أوتار من نحاس.