ومنهم من رفعه الله على غيره درجات ومراتب في الفضل والشرف، والمراد به محمد صلّى الله عليه وسلّم، كما رواه الطبري عن مجاهد، ويؤيده السياق أيضا.
وتفضيله بأوجه ذكرناها، وبأوجه أخرى منها رؤيته الأنبياء في السموات ليلة الإسراء والمعراج بحسب تفاوت منازلهم عند الله عز وجل، ومنها سمو أخلاقه الشريفة، كما قال تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم ٤/ ٦٨]، ومنها تأييده بالقرآن الخالد إلى يوم القيامة كما قال تعالى:{إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ}[الحجر ٩/ ١٥] وقال في فضل القرآن: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء ٩/ ١٧] ومنها تفضيل أمته: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ، تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ}[آل عمران ١١٠/ ٣] وجعل أمته وسطا بين الأمم عدولا وشهداء على الأمم:
ولو لم يؤت من المعجزات والخصائص إلا القرآن وحده، لكفى به فضلا على سائر الأنبياء، لأنه المعجزة الباقية أبد الدهر،
روى البخاري أنه صلّى الله عليه وسلّم قال:«ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».
وروى مسلم والترمذي عن أبي هريرة أنه صلّى الله عليه وسلّم قال:«فضّلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون».
وآتى الله عيسى بن مريم عليه السلام البينات: وهي الآيات الواضحات التي يتبين بها الحق من الباطل، كتكليمه في المهد، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمه