أخرج الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن للشهيد عند الله ست خصال:
أن يغفر له في أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلّى حلّة الإيمان، ويزوّج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار مرصّع بالدر والياقوت، الياقوتة خير من الدنيا وما فيها، ويزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفّع في سبعين إنسانا من أقاربه».
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:«يغفر للشهيد كل شيء إلاّ الدّين».
٢ - {سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ، وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ} أي سيوفقهم الله تعالى للعمل بما يحبه ويرضاه، ويرشدهم إلى طريق الجنة، ويصلح حالهم وأمرهم وشأنهم في الآخرة، أي تحفظ أعمالهم وتخلد لهم، ويدخلهم روضات الجنات يحبرون فيها، وقد عرّفهم بها، وأعلمهم وبيّنها لهم من غير استدلال، حتى إن أهلها يهتدون إلى بيوتهم ومساكنهم من غير مرشد ولا دليل.
جاء في الحديث الصحيح عند البخاري:«والذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا».
وقال مجاهد: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم، وحيث قسم الله لهم منها، لا يخطئون، كأنهم ساكنوها منذ خلقوا، لا يستدلون عليها أحدا.
والتكرار بين {سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ} لأن الأول سبب النعيم، والثاني نفس النعيم.
والناس في الجنة درجات بحسب أعمالهم، كما قال تعالى:{وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا}[الأنعام ١٣٢/ ٦].