للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل رأيت ربك؟ فقال: «رأيت نورا» (١) وأما سدرة المنتهى فنؤمن بها كما جاء في ظاهر القرآن، دون تعيين مكانها وأوصافها إلا بما

جاء في الحديث الصحيح، روى الإمام أحمد ومسلم والترمذي عن ابن مسعود قال: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السابعة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض، فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط‍ به من فوقها، فيقبض منها..».

ورواية مسلم في صحيحة عن ابن مسعود: «.. وهي في السماء السادسة».

وفي رواية أخرى لمسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما رفعت إلى سدرة المنتهى، في السماء السابعة، نبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة..» والنّبق: ثمر السّدر، الواحدة: نبقة (٢).

وروى الترمذي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول-وقد ذكر له سدرة المنتهى-قال: «يسير الراكب في ظل الغصن منها مائة سنة، أو يستظل بظلها مائة راكب (٣)، فيها فراش (٤) الذهب، كأن ثمرها القلال».

{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى} أي تلك السدرة التي يحيط‍ بها من الخلائق الدالة على عظمة الله وجلاله ما يحيط‍، مما لا يحصره وصف ولا عدد. وهذا في رأي الأكثرين يشعر بالتعظيم والتكثير.


(١) تفسير الألوسي: ٥٢/ ٢٧ وما بعدها.
(٢) ويقال: نبق بفتح النون وسكون الباء، وهي لغة المصريين، وكسر الباء أفصح.
(٣) شك من الراوي.
(٤) الفراش: دويبة ذات جناحين، تتهافت في ضوء السراج، واحدتها فراشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>