٧ - النعمة التاسعة: خلق آلة الميزان لإقامة العدل في المعاملات، ومنع المنازعات وكفالة استقرار الناس وإبقاء ظاهرة الودّ والصفاء والوئام بينهم.
لذا نهى الله تعالى عن الطغيان في الوزن وهو تجاوز الحد أو الزيادة بعد الأمر بالتسوية والتعادل، ثم نهى عن الخسران الذي هو النقص والبخس في الوزن والكيل، كما قال تعالى:{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}[المطففين ١/ ٨٣ - ٣]، وقال سبحانه:{وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ}[هود ٨٤/ ١١].
قال قتادة في هذه الآية: اعدل يا ابن آدم، كما تحبّ أن يعدل لك، وأوف كما تحبّ أن يوفّى لك، فإن العدل صلاح الناس.
٨ - النعمة العاشرة: خلق الأرض ممهدة مبسوطة للناس.
٩ - النعمة الحادية عشرة: اشتمال الأرض على متعة الحياة وأقوات الإنسان والحيوان، وهو كل ما يتفكه به الإنسان من ألوان الثمار، وإنبات النخيل مصدر التمور، وإخراج الحبّ كالحنطة والشعير ونحوهما، والعصف: وهو التبن، أو ورق الشجر والزرع، والرياحين.
١٠ - بعد إيراد هذه النعم، خاطب الله تعالى-كما تقدم-الجنّ والإنسان بقوله:{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ} لتقرير النعمة وتأكيد التذكير بها. وقد تقدم
حديث الترمذي عن جابر بن عبد الله قال: قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال: «ما لي أراكم سكوتا؟! للجنّ كانوا أحسن منكم ردّا، ما قرأت عليهم هذه الآية مرة إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربّنا نكذّب، فلك الحمد».