للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الله تعالى، قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ} [النساء ٨٠/ ٤]

وعن أبي رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري، ما وجدناه في كتاب الله اتبعناه» (١) ٦ - دل قوله سبحانه: {وَاتَّقُوا اللهَ، إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ} على وجوب اتقاء عذاب الله، فإنه شديد على من عصاه، وعلى وجوب تقوى الله في أوامره ونواهيه، فلا تضيّع، فإن الله شديد العقاب لمن خالف ما أمره به.

٧ - المقصود بأولئك الأصناف الأربعة الذين يصرف لهم الفيء: {وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} هم هؤلاء الأصناف من الفقراء، وهم المهاجرون ثم الأنصار، ثم التابعون لهم بإحسان.

٨ - وصف الله تعالى المهاجرين بأوصاف ستة: أولها-أنهم فقراء، وثانيها- أنهم مهاجرون، وثالثها-أنهم أخرجوا من ديارهم وأموالهم، ورابعها-أنهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا، والفضل: ثواب الجنة، والرضوان قوله تعالى:

{وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ} [التوبة ٧٢/ ٩]، وخامسها- {وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} بأنفسهم وأموالهم، وسادسها- {أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ} في دينهم، لهجر هم لذات الدنيا، وتحملهم شدائدها.

وتمسك بعض العلماء بهذه الآية على إمامة أبي بكر رضي الله عنه، فقال:

هؤلاء الفقراء من المهاجرين والأنصار كانوا يقولون لأبي بكر: يا خليفة رسول الله، ومتى كان الأمر كذلك وجب الجزم بصحة إمامته.

٩ - أثنى الله على الأنصار حين طابت أنفسهم عن الفيء، إذ أعطي


(١) أخرجه الإمامان الشافعي وأحمد، وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>