٢ - الغاية من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم النبي الأمي ثلاثة أمور: هي تلاوة آيات القرآن التي فيها الهدى والرشاد، وجعل أمته أزكياء القلوب بالإيمان، مطهرين من دنس الكفر والذنوب ومفاسد الجاهلية، وتعليم القرآن والسنة وما فيهما من شرائع وأحكام وحكم وأسرار.
٣ - كانت أمة العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في ضياع وشتات وذهاب عن الحق.
٤ - وجه الامتنان بجعل النبي صلى الله عليه وسلم نبيا أميا ثلاثة أسباب كما قال الماوردي:
أحدها-موافقته ما تقدمت به بشارة الأنبياء، الثاني-مماثلة حاله لأحوال أمته، فيكون أقرب إلى موافقتهم، الثالث-انتفاء سوء الظن عنه في تبليغه وتعليمه ما أوحي إليه من القرآن والأسرار.
٥ - رسالة النبي صلى الله عليه وسلم غير خاصة بالعرب، وإنما هي عامة للناس جميعا في زمنه، وفي الأزمان اللاحقة إلى يوم القيامة:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}.
٦ - إن الإسلام والوحي وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده. ولله الفضل الدائم على الناس في غير ذلك كالمال الذي ينفق في الطاعة والصحة والمعونة المستمرة،
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدّثور (١) بالدرجات العلا والنعيم المقيم، فقال: وما ذاك؟ قالوا: يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون، ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أفلا أعلّمكم شيئا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبّحون