وروى أنس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:«لا تزال هذه الأمة بخير، ما إذا قالت صدقت، وإذا حكمت عدلت، وإذا استرحمت رحمت».
وندد الله تعالى بالظلم والظالمين في آيات عديدة منها:{وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ}[إبراهيم ٤٢/ ١٤] ومنها: {اُحْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ}[الصافات ٢٢/ ٣٧]. ومن أخطر أنواع الظلم: الحكم بغير ما أنزل الله، وظلم الحكام:{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا}[النمل ٥٢/ ٢٧] وظلم القضاة.
وتحاشي الظلم من القاضي يكون بفهم الدعوى أولا، ثم عدم التحيز إلى أحد الخصمين، ومعرفة حكم الله، وتولية الأكفاء.
وفي قوله تعالى:{وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ} إشارة إلى أنه لا بد من إقامة حاكم يحكم بين الناس بالحق.
ثم بيّن الله تعالى فائدة الأمر بالعدل وأداء الأمانة، فقال:{إِنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ} أي نعم الشيء الذي يعظكم به، والمخصوص بالمدح محذوف يرجع إلى المأمور به من أداء الأمانات والحكم بالعدل.
{إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً} يبصر ما يحدث منكم من أداء الأمانة وخيانتها، ويسمع ما يكون من حكمكم بين الناس، فيحاسبكم ويجازيكم، فهو أعلم بالمسموعات والمبصرات.
ثم أمر الله تعالى بما يدعو إلى أداء الأمانة والتزام العدل وهو الأساس الثالث للحكم الإسلامي، وهو إطاعة الله بتنفيذ أحكامه، وإطاعة الرسول المبيّن حكم ربه، وإطاعة ولاة الأمور.