[لقمان ٣٤/ ٣١]. فكلّ من الساعة العامة (القيامة)، والساعة الخاصّة (أجل الإنسان) من الغيبيات التي اختص الله بعلمها، لتكون فترة الاختبار صحيحة وعامة غير متأثرة بدافع العلم بها أو بقصد النّفعية، ولا مختصّة بزمن معيّن يطلع عليه الخلق، ولتبقى رهبتها مهيمنة على النّفوس.
وفي التّعبير بقوله:{عِنْدَ رَبِّي} إشارة إلى أن ما هو شأن الرّب لا يكون للمخلوق، وأنّ مهمة النّبي الإنذار بوقوعها، لا بتحديد زمنها، حتى لا يضطرب شأن العالم، فلو علمت لاضطرب الناس واختلّ العمران.
لذا قال تعالى:{ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أي خفي علمها على أهل السّموات والأرض، ولم يعلم أحد من الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين متى يكون حدوثها ووقوعها، وكلّ ما خفي علمه فهو ثقيل على الفؤاد. وقيل عن الحسن وغيره: كبر مجيئها على أهل السّموات والأرض، وعظم أمرها، فهم لا يدرون متى تفاجئهم، ويتوقعون دائما وقوعها، ويخافون منها لشدّة وقعها وعظم أهوالها.
وقضى الله أنها لا تأتي إلا بغتة أي فجأة على غفلة، والناس مشغولون في شأن الدّنيا ومصالحها. وهذا تأكيد لما تقدّم وتقرير لعنصر المفاجأة في إتيانها.
روى البخاري عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشّمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا.
ولتقومنّ الساعة، وقد نشر الرّجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومنّ الساعة، وقد انصرف الرّجل بلبن لقحته (١) فلا يطعمه، ولتقومنّ